هل تكتب عن الحب أو الهوى الكلمات؟ أم تكتب عن الروح لغة من لغات البشر؟ هل بإمكاني هذه الكلمات أن تنقل مشاعر نشعر بها ولا نراها ولا نلمسها؟ هل حبي لك يا حبيبتي بسيط لدرجة أني أستطيع الحديث عنه، البوح عنه، حصره في صفة من الصفات، أو نقله عبر تركيب حروف اللغات، رغم أن اللغة العربية لغة الله عزوجل، وهي والله تسمو فوق كل اللغات، وهي أحب اللغات، العيب ليس فيها، أو بعبارة أصح:
إن هذه المشاعر " الحب " أو أسميه: الجنون، الضياع، الراحة، الإستقرار، السكون، السكن، السكينة، الألم، النشوة، الدفئ، الإندفاع، القفر من أعالي الجبال، الغرق في مياه عميقة، السير في الظلام، السير إلى النور.
إن هذه المشاعر والأحاسيس والله لأقوى من قدراتنا اللغوية وإمكانيات الربط والتصوير العقلي والتعبير، لا يمكن لي حتى الساعة وصف أو تعريف ما أشعر به تجاهك حبيبتي.
ببساطة أنا لا أجد لهذا العالم من معنى إن لم تكوني جزءا منه، ببساطة أريد أن أعيش معك فحسب، وأنا أعلم يقينا أنك في حالة ضياع وتيهان وجنون من دوني، لكن لا أدري لماذا تعاندين حتى اليوم، ثم لماذا تستمرين في الاتصال برقم مخفي، لقد انتظرتك طويلا لكنني اليوم سأضع حدا لكل إمكانية لاتصالك بي، سأختفي اليوم عنك ولن تجدي لي من أثر بعد اليوم، لقد أقفلت رقمي السابق إلى غير رجعة.
أرجو لك الطمأنينة والحب البسيط كما تريدينه حبيبتي، لكن ليس معي طبعا فأنا اليوم ساكن والحمد لله في قبري إلى أن ينادي المنادي في يوم القيامة إن شاء الله.
أعدك بأمر أخير، في اليوم الذي تريدين أن أنتشلك من ضياعك إلى الأبد وأجعلك بقربي بصدق ومن غير شكوك، سأكون هناك، لا أدري، إن كان حبك حقيقة أبدية كما أشعر به، سأقترب منك وأضمك في كوني، لكن، في اعتكافي اليوم لا أدري لو أستمر في حبك أو أن حظي في الحب كحظي مع الناس، أو أن نور حبك قد يخف أو ينطفئ إلى الأبد، أم أن شمعتي قد تتقد في إنسانة غيرك.
فإلى ذلك اليوم، الوداع أو إلى اللقاء،
سأكتب رسائل الحب في كل مرة يزورني الحب عنك أو لك أو عني أو لي أو عن المحبين ولهم، لكن كلماتي ككلمات حبيبي عبد الحليم حافظ لن تكون رسالة من تحت الماء بل ستكون رسالة من تحت التراب.